السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بسم الله الرحمان الرحيم
في خضم هده الحياة السائرة بنا الى النهاية .. وجب هناك الوقوف وقفات تأملية وسط الطريق ..
مادا .. استفدت من الحياة ..؟
اشتد عضدي وتقوى ساعدي .. وقلت للحياة هيث
لك .. أنا الهائم في فضاء هواك .. وأنا الفارس
الممتطي صهوة جواد أبيض .. أحلم بالركض وراء
كل جميل .. وأعشق الرحيق الطيب كمسك الليل ..
يفتح شهيتي لركوب المجهول لعلي أعانق السعادة
من ساحة المستحيل ..
فعنفواني ليس بضئيل .. وطموحي أشبه بالنيل
أخوض كل سبيل ولا أخشى من الهول لأنني
راهنت على الويل .. ولم ينفع معي الكثير كلما
انغمست .. الا قلت هدا العمق قليل ....
الى متى أشيع جثمان من مات وأعود الى التهورات
أستبيح المحرمات وأدعي أنني سأقلع عن الزلات
في احدى اللحظات المقبلات .. وكأنني أبرمج عمري الدي لا أملك فيه شهقة أو احدى الزفرات ..
أمني النفس بمهدىء .. لا تيأس سوف .. سوف ..
ينجلي الغبار وتتضح الصورة جليا ..
الى متى أركب الغرور .. وأدور حول حمى الفجور
حتى وجدت نفسي كالغريب وسط أهل القبور ..
كيف ابتعدت عن الله
كيف ابتعدت عن الله ؟
أهرب بنفسي الى سواه .. ولا مكان لي وسط من
ناجاه .. أركض ركوض الوحوش البرية خلف كل
فانيه .. وأكتب نهايتي بكلتا يداي .. أوقع على
خيبتي من كثرة الانفلات .. والجري وراء كل فتنتي
أين لي في هدا الدهليز من طمأنينة أو سكينتي ...
قدفت بكل ملهيتي وفتحت المصحف فوجدت السورة
تصف ما أفنيت فيه عمري كسراب يحسبه الضمآن
ماء .. وقرعت الآية رأسي وهي تتردد بين قلبي
وسمعي ....
فكيف كنت في غفلة من أمري حين امتطيت سفينة
المعاصي .. حتى ادا ما أدركتني المنية فلا واصي .
فكيف أزعم بالحياة ان لم أتدوق حلاوة الوحي أكسر
به طوق القلب القاسي ..
كيف ابتعدت عن حبي لربي .. واتخدت خليلا دونه
فهل سيتسع قلبي للحبين معا ؟ أم كلما طغى واحد
رجحت كفته فكان الربح وافر ...
فلمادا رجحت كفة حب غيره .. ان لم يكن هدا دنب
فما معنى الحب دون القرب .... ؟
تعلمت من حياتي التي تقاسمت فيها المر وتدوق
الحلاوة .. تعلمت كيف أرسو بزورق ممزق الشراع
به ثقب يجدبه بقوة الى الغرق ..
تعلمت كيف أحيا وسط قطارات مجهولة الاتجاهات
قاطرتها لا ترجو النجاة ..
حين أقف وقفة صدق مع قرارة نفسي .. أستريح من صخب العيش .. أعيد النظر في حقيقة ما أتخبط
فيه من عشوائية .. لعلي أهتدي الى سبيل النجاة .
أجد القلق يساورني على ما فرطت فيها .. ثم أعود
أمني النفس بطموح مبعثر .. لعلي أقفز على العثرات وأستثمر بنجاح ما تبقى من عمر المحطات
سرعان ما أجدني أقلب كفي على ما أنفقت فيها وهي خاوية على عروشها .. حتى أصبح الوهن
عنوان مسيرتها .. أجر الخطى متثاقلة وكأنما
أساق الى الموت في جلباب الحياة ...
تعلمت أن الرحلة قصيرة وأن الزاد ضئيل وطريقي
عقبات كؤود .. كلما سرني زمن أساءتني أزمان
وكلما عانقت الفرحة بمكان صفعتني رياح تهب من
نفس المكان .. وكأن دوام الحال من المحال ...
علمتني الحياة كيف أعتمد على ساعدي الجد . ولا
أمد يدي لأب أو جد .. علمتني كيف أطلق الراحة
وأتزوج بالكد والاجتهاد طول سنين وكدا على مر
كل عقد ..
علمتني كيف أبكي في صمت وسط ظلام التنهيدات
وسط غربة أهلي وكدا الأخ والأخوات .. علمتني
كيف أرفع رأسي من السجدات وأضعه أمام النكبات
علمتني كيف يموت الوقت .. ويحيا الموت في باطن النفوس التي احتارت في الحصول على لقمة
القوت ..
علمتني ما معنى الشرف وما سر الخوف الدي يخيم
على أرواحنا كل خريف ويتجدد طيفه كل صيف ..
علمتني الحياة ما معنى الارادة والرغبة في العيش
أسدا .. بعيدا عن الخنازير والقردة ...
علمتني الحب في كل شروق وغروب في كل أقبال
وهروب في كل استقرار وتوديع الدروب ....
علمتني كيف أكتب حين يخونني لساني .. وأنظر
كالأبكم .. مادا يقول القلم .. لعلي أتعلم أو أفهم .
تحيات .. بن الصغير
شكرا لكم .. والى اللقاء ...